الأخبار الكاذبة

الأنماط اللغوية للأخبار الكاذبة

في عصر المنافسة المفتوحة مع منصّات الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، وتعرض الأفراد للمعلومات خلال فترات الضخ الإعلامي الكثيف؛ فإن الافتراض الشائع بأن متلقي المحتوى يتابعون الأخبار والمنشورات التي تتماشى مع معتقداتهم يفتح من هنا بابًا للمعلومات المضللة بسبب هفوات عدم الانتباه لدى الجمهور.

يتميز مُطلقو الأخبار الكاذبة بقدرتهم على الاختلاق والتلاعب وإخفاء المعلومات المهمة، ويستخدمون استراتيجيات تجذب القراء مستغلين فجوات عدم الانتباه ويطورون عادات تدفع الجمهور إلى النقر على المزيد من المواقع والأخبار والمنشورات المضللة، مما يزيد من انتشار المعلومات الكاذبة حتى بين الأفراد الذين يبحثون عن الدقة والموثوقية.

تمر ثقة الجمهور في فحص جودة المنشورات بسلسلة من العمليات التي تبدأ بالدقة وتحري كل التفاصيل الصحيحة لتشمل مصداقية المصادر، وفهم سيّاقات الخبر، وتوقيت نشره، وتداعياته المحتملة، ويتم تفاعل من الجمهور بناءً على تجربتهم السابقة مع مصدر الأخبار، بدلًا من تقييم دقة الخبر الحالي، ولهذا فإنهم يتفاعلون مع المعلومات المضللة إذا كانت تجاربهم السابقة إيجابية مع نفس المصدر.

من ناحية علمية لا نملك وسيلة مضمونة للتمييز بين الحقيقة والزيف؛ ولكن هناك سمات معينة ينبغي أن ننتبه لها، ومن الأنماط التي يمكن ملاحظتها في تشكيل الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، أنها تنتشر “غالبًا” عبر المنافذ الهامشية للإنترنت؛ وهذا لا يعني أن الصحف والمواقع الرصينة ومنصات التواصل الاجتماعي لا تنشر أخبارًا كاذبة أو مضللة ويمكن تتبع تجربة جايسون بلير في صحيفة نيويورك تايمز.

وجود اختلافات أسلوبية واضحة لنفس كاتب الموضوع حيث تختلف القصص الحقيقية لنفس المصدر عن الأخبار الكاذبة فتكون أقل كثافة من حيث المعلومات، وأقل إقناعًا، مقارنة بمقالات الحقيقية.

كما تتضمن استخدام العديد من أفعال الزمن الماضي، وخطاب عدائي، عاطفي، ووطني ول تمكنت من حساب عدد الكلمات ستجد أن الموضوعات المزيفة تستخدم في المتوسط عددا أكبر من الكلمات المرتبطة بالجنس والموت وعبارات الخوف والقلق، “لغة عاطفية مفرطة”، وعلى النقيض من ذلك، “تحتوي الأخبار الحقيقية على نسبة أكبر من الكلمات المرتبطة بالعمل والإنجاز والبعد عن الخطاب العاطفي وأرقام واحصائيات ذات مرجعية معتمدة ودالة.

كما تشمل الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة صيغ التفضيل، مثل “الأكثر”، “الأسوأ”، والصفات الذاتية، مثل: “رائع”، “رهيب” و “الأفضل”، مع استخدام عموميات مجردة ذات علاقة بالحقيقة والحريات والحقوق، وعبارات تأكيدية عمومية مثل: “أكثر”، و “معظم”، وغياب المقالات الكاذبة من الأسماء واعتمداها بشكل كامل على الصفات دون المزيد من التفاصيل.

وختاماً لا توجد علامة لغوية أو اختبار للمصداقية يظهر لنا عندما يكون شيء ما غير صحيح، لغة الحقائق تستمد من نفس القواميس والقواعد النحوية التي تستمد منها لغة الأكاذيب، ولكل مؤلف أسلوبه الخاص، يتحكم بها الخلفية الاجتماعية والسياسية والثقافية للمؤلفين وسجل الكتابة والجمهور الموجهة له الخطاب ومكان النشر، وضمن مكافحة المعلومات المضللة فالتمييز بين الأخبار الكاذبة والحقيقية أمر صعب، لأن الحقائق لا يتم نقلها من خلال لغة خاصة؛ إلا أن الطرق الشائعة لمكافحة الأخبار المزيفة تثقيف الجمهور، إجراء فحص يدوي، وإجراء تصنيف تلقائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى