خبث الأرقام.. كيف تخدعنا الاحصائيات
“مع شيوع التحليل الإعلامي ونشر الدلائل وشيوع الرسوم البيانية وأشكالها المتعددة ظهر التضليل المعتمد على البيانات الذي يتم نشره أما بقصد أو جهل وقلة خبرة”
لغة الأرقام في التحليل الإعلامي لغة لا يمكن تجاهلها فهي مفيدة في اثبات الحجج، ودقيقة عندما تعكس المطلوب قياسه، وعامل أساسي في جذب الجمهور غير المتخصص، وفي المقابل لغة يمكن التلاعب بها من قبل أبسط كُتاب الدراسات، حيث يقول الكاتب الأمريكي مارك توبن: “الأرقام لا تكذب؛ ولكن الكذابين يكتبون أرقامًا”.
خدعة الأرقام
النسب المئوية
من أبرزها نسب التغير عندما يتم إخفاء الأرقام الحقيقية وإظهار نسب التغير فقط “كإعلان جهة عن تحقيقها طفرة في المبيعات وصلت إلى 100% هذا العام مقارنة بالعام الماضي” دون أي ذكر للأرقام.
المقارنة مع عدم توحيد الأساس
مقارنة معدلات الجريمة في مدينة بمدينة أخرى مع أن تعداد السكان في المدينتين غير متساوٍ.
اختلاف سنوات المقارنة
مقارنة العام الحالي بأحد الأعوام السابقة باعتباره أقل للمقارنة.
التقريب
ويقصد تقريب الأرقام لأعلى نسبة أو رقم.
بيانات استطلاعات الرأي
نشر البيانات دون الإشارة لحجم العينة، طريقة جمع العينة، هامش الخطأ في الاحصائيات، معامل الخطأ، الفئات العمرية للعينة.
مقارنات نتائج استطلاعات الرأي ببعضها
المتعلقة بمدى رضاء المواطنين على حول سلع أو منتج وتخفي معامل الخطأ في كلا الاستطلاعين.
نتائج النمو
تتعلق بالإعلان عنها بدون ذكر سببها ومصدرها.
عينة من المجتمع
تتمحور حول الأرقام ويجب التفرقة ما بين الأرقام التي تمثل المجتمع والأرقام المأخوذة من المجتمع.
لا تمثل الأرقام الصورة الكاملة للبيانات، فهي أحد أنواعها، والنوع الآخر البيانات النصية وتأخذ أشكالًا عديدة، منها الاستبيانات، التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، الشكاوى والاقتراحات، تقييم المنتجات والخدمات، التصريحات، الاجتماعات، وأرشيف الأخبار، كلها مصادر مختلفة ومتنوعة لبيانات غير مصنفة.
وعند تحديد مستوى التحليل للنصوص، علينا أن نحدد ما هي السمات القابلة للتحليل لفهم متغيرات قابلة للمعالجة يسهل استخدامها، والتي يمكن استخراجها من خلال التكنولوجيا الرقمية، أو باستخدام مجموعة من الخطوات على برنامج إكسل، أو من خلال لغات البرمجة بايثون وغيرها، وكلما زاد عدد المدخلات، زادت أهميتها، وأصبح التنقيب بداخلها أمرًا مجديًا، حيث يمكن الخروج من هذه الكومة من البيانات النصية بكنز من المعلومات المخفية، من السمات التي ينبغي النظر إليها عند تحليل النصوص، وهي: (التاريخ / التوقيت / الموقع الجغرافي / الفعل الأساسي / الفاعل / الجملة الرئيسية “الحدث” / أسماء الكيانات / الكلمة الأكثر تكرارًا / الانطباعات العامة).
وختاماً أنصحكم بكتاب “كيف تكذب بالإحصائيات” لـ داريل هوف هو كاتب ورياضياتي أمريكي، حاول فيه الكاتب لفت انتباه القارئ العادي أن يفهم جيدًا كيف تكذب الأرقام في صحيفته اليومية، ونشرات الأخبار، والمجلات الدورية العلمية والترفيهية.