الأخبار الكاذبة

المعركة بين حرية الرأي وصحة المعلومات!

مع سرعة نقل المعلومات والبحث عن الـ TREND أصبح الكثيرين من الجمهور متخصصين في النقل بدون معرفة الحقيقة، أو تدقيق المعلومات قبيل النشر، وخاصة مع السباق الذي يعيشه بعض المتطفلين من الجمهور والإعلاميين، للحصول على السبق، وضمان التفاعل والمشاركة دون الالتفات إلى المشاعر الإنسانية بحجة السرعة في نقل الأخبار.
إن عدم التأكيد من مصداقية النشر يؤدي إلى نشر دعايات كاذبة وأخبار مغلوطة. وهنا يطرح السؤال الجوهري، أيهم أكثر أهمية نقل الأخبار والمعلومات أم تحرى دقة المعلومات قبيل النشر؟
بعد استغناء شركة ميتا، وتراخي عدد كبير من المنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية عن آليات التأكد والتحقق من صحة المعلومات المنشورة، والتي أصبحت تعتمد على “المعايير المجتمعية” بدلاً من عمليات التحقق لضمان مصداقية المحتوى، بات السؤال حول التوازن بين حرية التعبير وتحري الدقة في نشر المعلومات.
ما بين التخلي عن آليات التحقق من الأخبار، ونشر المعلومات والأخبار يمكن حصر الإشكاليات التالية.
– قد يؤدي غياب آليات التحقق إلى انتشار واسع للأخبار الزائفة والمضللة، مما يهدد مصداقية المنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية نفسها.
– لحرية التعبير قيمة عظيمة؛ ولكن يجب أن تكون هذه الحرية مقترنة بالمسؤولية، فخطوة منع التحقق من المعلومات والأخبار تفتح المجال للكثير من الإشكاليات وخاصة عندما يتعلق الأمر بتداول المعلومات على المنصات الضخمة.
– عدم وجود آليات تحقق صارمة يعرض المنصة الاجتماعية والمواقع الإلكترونية لخطر انتشار الأخبار الزائفة، التي قد تضر بالأفراد والمجتمعات.
– مع الحرية الظاهرة في تعزير حرية الرأي؛ إلا أن تداول المعلومات الزائفة يؤدي إلى الفوضى المعرفية، حيث يصبح من الصعب التميز بين الحقيقة والزيف.
– حرية الرأي لا تعني إطلاق العنان للأخبار المغلوطة والمعلومات المغلوطة، بل يجب أن تكون محكومة بالحقائق لتظل ذات قيمة وتأثير.
– إذا كانت حرية الرأي على حساب الحقيقة، فإن النقاشات نفسها تصبح غير إيجابية.
– يؤدي ترويج المعلومات الكاذبة والمعلومات المغلوطة إلى ترويج أفكار غير دقيقة تؤثر على المجتمع بشكل سلبي.
حالة كبيرة من التشتت وفقدان الثقة في محتوى المنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية.
– النقاش المبني على حقائق مغلوطة يؤدي إلى زيادة الانقسام وتشويه الفهم.
وختاماً نحن بحاجة إلى تكامل بين آليات الرقابة الرسمية والاجتماعية للحفاظ على مصداقية المعلومات المتداولة والتركيز على توعية المستخدمين لتعزيز التفكير النقدي، لأن تقليص آليات التحقق لن يحل المشكلة؛ بل سيزيد من تعقيدها، وتطوير أدوات تحقق متقدمة قادرة على كشف التضليل الرقمي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا إذ يصبح الجمهور أكثر وعيًا بكيفية استهلاك المحتوى الرقمي، مما يقلل من احتمالية تأثير التضليل الإعلامي.

نشر في صحيفة مكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى