متى تكون صهيونياً..
الفرق ما بين اليهودي والصهيوني أكدت عليه جولدا مائير، “ليس اليهودي الفرنسي واليهودي الأمريكي واليهودي الأنجليزي بصهيوني، إلا بعد أن يُحزم حقائبه ويذهب إلى فلسطين”.
جاء تصريح الرئيس الأمريكي جون بايدن الأخير ليعد فتح التعريف والتفريق ما بين اليهودي والصهيوني، وهناك فرق كبير بينهما، ولكن أجزم أنه غير واضح وفيه تداخل كبير بفعل تعليم المصطلحات وخلطها.
اليهود وهم أتباع الديانة اليهودية وهي دين سماوي من عند الله تعالي وذكره واضح في القرآن الكريم (يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ).
أما الصهيوني فهم أتباع الصهيونية وهي حركة سياسية ظهرت في وسط وشرق أوربا أواخر القرن التاسع عشر، وسعت إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، واستمدت الحركة اسمها من جبل صهيون في فلسطين المحتلة.
الفرق ما بين اليهودي والصهيوني أكدت عليه جولدا مائير، “ليس اليهودي الفرنسي واليهودي الأمريكي واليهودي الأنجليزي بصهيوني، إلا بعد أن يُحزم حقائبه ويذهب إلى فلسطين”.
وبذلك نستطيع القول أن جميع اليهود المستوطنين في فلسطين المحتلة هم صهاينة، أما اليهود الذين يعيشون خارج فلسطين ولا يدعمون المشروع الصهيوني فهم ليسو صهاينة وإن كانوا من اتباع الديانة اليهودية، والقائمين على الدعم المالي والإعلامي والعسكري للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين هم صهاينة حتى وإن لم يحققوا حلم العودة إلى “أرض الميعاد” فلسطين وبناء حلم إسرائيل الكبري حتى وإن لم يكونوا من اتباع الديانة اليهودية.
هناك فرق كبير ما بين اليهودي والصهيوني وتعاملنا مع اليهودي كتعاملنا مع النصارى هم أهل كتاب سماوي لا يمكن المساس به ونُأمن بموسى وعيسى عليهما السلام، ولكن الصهيونية كحركة سياسية هل أصل الداء والعداء، ولا يمكن بناء مصالح مشتركة أو التقارب معها فهي حركة سياسية عسكرية قائمة على طرد السكان الأصليين من فلسطين وارتكبت المذابح وما تزال فالعداء واضح وأزلي، والأمر باختصار لخصه “بيدن” منوهاُ بالحال الذي آلت له أحوال المنطقة
: “لا يتعين على المرء أن يكون يهودياً لكي يكون صهيونيا” والأمر ببساطة يشير إلى تغلغل الفكر الصهيوني في كافة مفاصل الحياة السياسية والفكرية عالمياً وعربياً هو اصل الداء وهو ما يجب الوقوف في وجهه ومقاومته.