الإعلام الإسرائيلي

كيف نفهم نتنياهو إعلاميًا

عند النظر إلى وضع الكيان الصهيوني فيجب التأكيد أن الكيان تاريخياً كيان احتلال وقاعدة غربية متقدمة في قلب العالم العربي، وتحول في السنوات الأخيرة إلى أداة لتنفيذ أجندة اليمين اليهودي المتطرف، ونتيجة للأوضاع في العالم العربي والإسلامي، يرى الكيان أن هناك فرصة تاريخية للتوسع من النيل إلى الفرات، ومع وجود تحديات داخل الكيان إلا أنه يسعى عبر الجيش “المتفوق” تكنولوجيًا واستخباراتيًا لاستغلال الفرصة التاريخية.

ضمن هذا الوضع العام للكيان الصهيوني يلاحظ في الانتاج الفكري لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو من خلال كتابي “مكان بين الأمم” و “بيبي: قصتي” وخاصة الأول الذي لم يحظ بنقد كاف من الصحافة العبرية

تطرق نتنياهو في الكتاب الي نوعين من السلام بين الديمقراطيات والسلام بين الديمقراطيات والديكتاتوريات فقال إن الديمقراطيات تميل نحو السلام وقال: أن الديمقراطيات تميل نحو السلام ولن تتم إعادة انتخابك اذا بدأت الحروب باستمرار وارسلت أبنائك وبناتك للموت في ميادين المعارك بالخارج وتصل الديكتاتوريات إلي الحكم من خلال ممارسة العدوان على شعوبها فما الذي يمنعهم من ممارسة العدوان على جيرانها؟ الجواب لا شيء إلا قوة الردع وليس عبر التنازلات. الكتاب يعبر بشكل واضح عن الفكر الصهيوني المتطرف من الكراهية، والحقد، ودعوة للعنف، والقتل، والإرهاب، وكذلك الرغبة في التوسع إذ يجسد مقولة (جابوتينسكي):”الأردن بضفتين كلتاهما لنا”.

ويشير نتنياهو في كتبه إلى عظمة العنصر البشري اليهودي والذي نهض من بين الأنقاض ليصنع مستقبله وليزاحم العالم لإيجاد مكان له بين الأمم العظيمة، ويستدعي نتنياهو الخرافة إلى جانب القصص الدينية المدسوسة على التوراة والإنجيل، وكذلك التاريخ غير الموثوق، ويخلط كل هذه الأوراق ليثبت أن اليهود امتلكوا هذه الأرض في حقبة من الزمن، وأنها الأرض الموعودة التي وهبها لهم الرب حين صعد موسى على جبل نون: “وقال له الرب: هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم، واسحق، ويعقوب قائلًا لنسلك أعطيها”.

ضمن هذا الفكر لا بد من توضيح أن الآلة الإعلامية الصهيونية ومنذ تشكيلها قبل الدولة 1948 أنشأت جهاز الرقابة العسكرية، وهي شعبة للمخابرات العسكرية في الجيش الصهيوني “أمان”، وهدفها تنفيذ الرقابة الصارمة ومنع تداول أي معلومات قد تضر بأمن الكيان أو السلم العام أو النظام العام، ويعمل الجهاز وفقاً لأنظمة الطوارئ البريطانية لعام 1945 ويفحص الرقيب العسكري البث التلفزيوني والإذاعي والإنترنت والصحف والكتب، ويقرر حذف معلومات بعينها أو طلب حذفها من موظفي الجهات الإعلامية أو الحظر، بما في ذلك إغلاق تلك المؤسسات الإعلامية ومصادرة معداتها، أو إلغاء تصاريحها الإعلامية دون إبداء أسباب، وقد يتنصت أحياناً على المكالمات الدولية في الكيان للتأكد من عدم إفشاء أي معلومات محظورة، وعلى سبيل المثال في العام 2024، تم شطب 613 خبراً، وفي شهر مايو 2024 تم شطب 242 خبراً بالكامل، وشطب جمل في 698 خبراً.

يمكن ملاحظة مجموعة من النقاط في حوارات وخطب نتنياهو إعلامياً، ومنها:

– ليس اليهود هم من يغتصبون الأرض من العرب، بل العرب هم الذين يغتصبون الأرض من اليهود.

– اليهود هم السكان الأصليون والعرب هم المحتلون. – العرب يزورون التاريخ حيث وجد اليهود في فلسطين قبل العرب بآلاف السنوات قبل ان يطردهم الرومان.

– في يهودا والسمرة الشعب اليهودي ليس محتلاً أجنبياً نحن لسنا البريطانيين في الهند نحن لسنا البلجيكيين في الكونغو هذه أرض أجدادنا.

– الأساس الحقيقي للسلام في منطقتنا هو الأمل الذي ينبع من القوة وما يترتب على ذلك من إدراك جيراننا أن الكيان موجودة ليبقى. – أهمية التطبيع مع الدول العربية، وتحديدًا الدول النفطية.

– العرب بالمجمل، أمة لا نفع منها، ولا يمكن أن تستقيم في نهج الحضارة إلا من خلال سياسات القوة. – السبب الحقيقي للمعارك مع العرب رفض العرب الاعتراف بالكيان كدولة يهودية

– القادة العرب يتخذون من القضية الفلسطينية فزاعة لتحقيق أهدافهم الشخصية.

– الكيان رأس حربة في الدفاع عن الغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى