عن دفاع المثقفين العرب المنحاز لإسرائيل
حالة التواطؤ بين السياسيين والإعلاميين والمثقفين تستحق الوقوف والتأمل فلديهم خبرة واسعة في عكس الحقائق وتجميل القاتل ونقد الضحية وتحميله مسؤولية القتل
يروج المثقفين العرب المنحازين إلى إسرائيل ويتغنون بأخلاق الجيش الإسرائيلي ويغضون الطرف عن الفشل الأخلاقي والمجازر الإنسانية التي تتعرض له الذات الفلسطينية مستخدمين مجموعة من الحجج بسوء نية لترويج الأكاذيب وتزييف الحقائق عن عمد، ومنطلقين في هذا السياق “بالدفاع عن إسرائيل ضد “الهمجية” التي يجب القضاء عليها.
وهذه العلاقة الوظيفية بين الإعلاميين من جهة، ورجال السياسة وعالم المال أكبر من الوحدة 8200 المتهمة دائماً أنها وراء تغيير المواقف في المحيط العربي النخبوي والشعبي، بل هي علاقة قائمة على “مُشغِّل” و “مُوظَّف” يقوم بها مثقفين يمتلكون القدرة على التلاعب بالكلمات وتغير المواقف لتقدم على احتقار الطرف “الضحية” مقابل التمجيد “للقاتل”.
وتحولوا كما يشير الفيلسوف الفرنسي، بول نيزان (Paul Nizan) في كتابة “كلاب الحراسة”، الذي صدر العام 1932، إلى كلاب للحراسة وهو درو انتقل من الطبقة النافذة في المجتمع إلى الإعلاميين والمحلِّلين والخبراء اليوم.
حالة التواطؤ بين السياسيين والإعلاميين والمثقفين تستحق الوقوف والتأمل فلديهم خبرة واسعة في عكس الحقائق وتجميل القاتل ونقد الضحية وتحميله مسؤولية القتل، ومخرجين بارعين ومدافعين غير شرفاء عن الحقائق السياسية والدينية والتاريخية يشوهونها باستمرار.
المصالح ما بين المثقفين والإعلاميين العرب المدافعين عن إسرائيل قائمة على اختلاق الكذب وقلب الحقائق ضد الآخر مهما كان، ويسكتون عن مجازر الجيش الإسرائيلي ومن يملك قليل من الضمير يذكرها على عجالة، ويستهزئ بالذات الفلسطينية ويحمل الطرف الفلسطيني المسؤولية.
وحتى لو عرفت كذبهم فهذه الفئة مستمرة في اجترار المواقف ولوم الضحية معتبرين أن الجمهور غير واعي لذا فمن المناسب توجيههم بشتى الطرق، وأضف على ذلك سكوت رسمي حتى لا تًتهم الدولة بقمع حرية التعبير.
أن خير من مثل هذه الحالة وعبر عنها المفكر الفلسطيني، إدوارد سعيد، الذي تناول علاقة المثقف بجمهوره وبالسلطة: “لكل مثقف جمهور ومناصرين. والقضية هي: هل عليه أن يُرضي ذلك الجمهور، باعتباره زبونًا وعليه أن يُسعِده، أم أن عليه أن يتحدَّاه، ومن ثم يُحفِّزه إلى المعارضة الفورية أو إلى تعبئة صفوفه للقيام بدرجة أكبر من المشاركة الديمقراطية في المجتمع؟…”