تفكيك الأكاذيب (10) حالة أفيخاي أدرعي
أفيخاي أدرعي ليس ظاهرة في الإعلام الرقمي “الإسرائيلي”؛ بل حالة مستمرة في تنفيذ استراتيجيات الهاسبارا الإسرائيلية، ويمثل قمة الهرم في الإعلام الرقمي إذا ما عرفنا وجود أكثر من 800 قناة رقمية، بما في ذلك 250 قناة رسمية في السفارات والقنصليات، و 250 حسابًا للحكومة ودبلوماسيين “إسرائيليين”، تغطي أكثر من 50 لغة حول العالم من بينهما العربية، الإنجليزية، الفارسية، واللاتينية، الروسية، الكردية، وغيرها.
ومع وجود صفحات لاختراق الوعي العربي ومنها إسرائيل تتكلم العربية أنشأتها وزار ة الخارجية “الإسرائيلية”، لترويج فكرة أن إسرائيل جزء من المنطقة العربية، “إسرائيل من دون رقابة” وتتبع الصفحة لموقع المصدر “الإسرائيلي” الناطق بالعربية، ويعنى بالأخبار “الإسـرائيلية” والإقليميـة السـاخنة، ويعمل على التطبيع مع الدول العربية، “إسرائيل في مصر” ويديرها ويشرف عليها السفارة “الإسرائيلية” في مصر، ومعنية بنشر كل ما هـو جديد حول العلاقات المصرية الإسرائيلية، “قف معنا بالعربية” وتجرم الصفحة عمليات المقاومة الفلسطينية، وتزوير التاريخ واستعراض الاكتشافات الأثرية، “إسرائيل فـي الأردن” تشرف وزارة الخارجيـة “الإسرائيلية” على الصفحة وتعمل على تعزيز العلاقة الدبلوماسية والنمو الاقتصادي مع الأردن، “إسرائيل بالعربية” وتتبع موقع إسرائيل بالعربية وتروج للخلفة الدينية والفكرية الإسرائيلية نحو عدد من القضايا.
الأهداف الأساسية من وراء هذه الصفحات يتمثل في كسر حاجز العزلة مع المجتمعات العربية بتقبل الوجود “الإسرائيلي”، من خلال البرمجة الفكرية على الوجود الإسرائيلي، وتركز مضامين المنصات الرقمية الموجهة نحو العـرب على تجميل صورة الاحتلال، من خلال استعراض التنوع السكاني، والديني ونشر ثقافة التعايش، مع إضافة لمحة إنسانية حول المجتمع والجيش الإسرائيلي مقابل شيطنة الفلسطينيين والترويج لأهمية السلام عبر العلاقات اليهودية العربية والتحذير من القوى المناهضة للسلام في المجتمعات العربية، والتهويل والتضخيم من الأخطار المحيطة في إسرائيل دون نشر مسببات الأخطار مع الترويح لصورة المحتل، ولتحقيق هذه الغيات تعمل الحسابات الرقمية على التحريض” و”التضخيم” للأحداث و”الكذب والتزييف”، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”، التكرار للمعلومات من خلال رسائل اتصالية متكررة تعمل على تشتيت الانتباه عبر لفت الأنظار إلى قضايا ومواضيع بعيدة، وتستخدم عددًا من الشخصيات البارزة مع الترويج للأحداث باستخدام الكذب والتضليل وتزييف الحقائق والتلاعب بالمصطلحات.
ضمن خطوات اختراق الرأي العام المعارض لإسرائيل إنفاق الحكومة الإسرائيلية 31 مليون دولار لإعادة إطلاق مشروع “كونسرت” الذي عُرف في البداية باسم “مقلاع سليمان” بهدف تعزيز التصور الإيجابي عن إسرائيل، ومحاربة خطاب نزع الشرعية على الشبكات الاجتماعية، وفي وسائل الإعلام العالمية، ولتوفير استجابة موجهة نحو الدعاية وتوليد مشاعر إيجابية تجاه إسرائيل على منصات مثل فيسبوك وإكس وإنستغرام، وغيرها من الشبكات الاجتماعية، حيث يشارك المستخدمون في مناقشات سياسية.
أدرعي كمتحدث عربي باسم الجيش الإسرائيلي، يشكل حلقة الوصل مع العالم العربي وأحد النماذج لتجسيد الهاسبارا، وهناك المتحدث باسم الجيش باللغة التركية آرييه شاليكار وهو يهودي من أصول فارسية وُلد في ألمانيا وعمل متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي سابقا، وهو عضو عصابة سابق، حيث أسس عصابة “برلين كرايم” للجرافيتي وأقر في مقابلة سابقة، بأنه كان جزءً من عالم الجريمة، كما أطلقت إسرائيل حسابات موجهة للإيرانيين باللغة الفارسية، ويشغل الرائد كمال بنهاسي وهو من مواليد إيران، منصب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الفارسية يوجهه رسائله بشكل مباشر للشعب الإيراني، باللغة الفارسية. في ظل تغييب الحقائق وانتشار المتحدثون الإسرائيليون الأخذين في الانتشار من خلال المشاركة في الموضوعات الرائجة وتشكيك المتابعين في السياق الإخباري والمعلومات وعدالة القضية في سبيل تبييض وجه إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وتعزيز من صورتها عالميًا.