إعلاميون في بلاط إسرائيل (٢-٥)
لا يشكل “أفيخاي درعي” ومن سار على دربة أهمية في سلاح الدعاية الإسرائيلية فهو يقوم بدور مرسوم له بكل وضوح، يخاطب العرب بلسانهم وهذا قمه الدور الذي يمارسه بانتظام، ولكن الأخطر من ذلك أنه واحد من جيش ضخم يقوم بهذه المهمة وبلغات متعددة وتحت مسميات مختلفة وفي دول منتشرة حول العالم، فمنهم من يعمل في مراكز أبحاث، وصحف، ومواقع إلكترونية، ومؤثرين على مختلف المنصات، وسياسيين ويتطرف البعض ويقول حكام.
اختراق الوعي العالمي والعربي والفلسطيني هو قمه طموح وغاية الدعاية الإسرائيلية للترويج لفكرة أن إسرائيل جزءًا من المنطقة العربية، وتجريم عمليات المقاومة الفلسطينية، وتزوير التاريخ، والتعاون السياسي والاقتصادي من خلال اتفاقيات إبراهام، والترويج للخلفية الدينية والفكرية الإسرائيلية.
وطبعًا من يقوم بهذا الدور والغوص في وحل النجاسة أسماء عربية لكسر حاجز العزلة مع المجتمعات العربية بتقبل الوجود “الإسرائيلي”، من خلال البرمجة الفكرية على أحقية إسرائيل بالوجود بحجة التعايش والسلام، وتجميل صورة الاحتلال من خلال اتهام المقاومة الفلسطينية بأنها المعتدي، مع إضافة لمحة إنسانية حول المجتمع والجيش الإسرائيلي مقابل شيطنة الفلسطينيين وبالتحديد الرافضين للاحتلال الإسرائيلي.
ولتحقيق هذه الغيات تعمل الحسابات الرقمية على التحريض” و”التضخيم” للأحداث و”الكذب والتزييف”، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتكرار للمعلومات من خلال رسائل اتصالية متكررة تعمل على تشتيت الانتباه عبر لفت الأنظار إلى قضايا ومواضيع بعيدة، وتستخدم عددًا من الشخصيات البارزة مع الترويج للأحداث باستخدام الكذب والتضليل وتزييف الحقائق والتلاعب بالمصطلحات. بناء التصور الإيجابي واختراق الرأي العام المعارض لإسرائيل على المنصات الاجتماعية يتم بكل أسف بأقلام عربية وبشكل موسع لتوفير استجابة موجهة وإيجابية تجاه إسرائيل ومن خلال المشاركة في الموضوعات الرائجة، وتشكيك المتابعين في السياق الإخباري والمعلومات وعدالة القضية الفلسطينية والحق في مقاومة الاحتلال في سبيل تبييض وجه إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وتعزيز من صورتها الذهنية الإيجابية عربيًا وعالميًا.