نظريات المؤامرة.. دوافع الفضول والقبول

بداية من المهم التأكيد بعدم وجود تصنيف موثق وواضح لنظريات المؤامرة؛ ومع وجود الفروقات بين مختلف نظريات المؤامرة؛ يختلف المؤيدين والداعمين لها حيث يحكم انتشارها وقبولها مجموعة من العوامل ومنها غياب المعلومات، عدم الثقة، والدوافع الخاصة؛ والقائمين على تبنى ونشر المعلومات الواردة من نظريات المؤامرة يصنفون أنفسهم أنهم باحثون عن الحقيقة ومدافعين عنها.
كما لا يمكن الجزم بأن نظريات المؤامرة دائمًا ضارة أو أنها ليست مفيدة على الإطلاق؛ ربما تعزز من مهارات مختلفة إذا ما اقترنت بالقدرة على التفكير المنطقي والنقدي، وفي المقابل هناك صفات مشتركة تجمع ما بين المؤيدين لنظريات المؤامرة والتي يمكن حصرها في مجموعة من الدوافع.
الدوافع الوجودية
تجمع هذه الدوافع قدرة من يتبنى نظريات المؤامرة على الشعور بقلق وجودي بسبب نظام اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي وطائفي، فتجمع مؤيدي نظريات المؤامرة وتكتلهم خلف حصن المؤامرة جزء طبيعي من الدفاع عن النفس تجاه الآخرين لتعزيز شعورهم بالأمن الداخلي وسط الجماعة.
الدوافع الاجتماعية
تسمح نظريات المؤامرة للجمهور أن يعتقد أنه يملك معلومات مهمة يصعب الحصول عليها ولا يعرفها الآخرون مما يجعلهم يشعرون بالتفرد؛ ومع وجود صورة ذاتية متضخمة عن “الذات / الجماعة” تعمل الدوافع الاجتماعية على سد حاجة “الذات / الجماعة” للشعور الإيجابي، وهو يعزز من النظرة تجاه الجماعات الأخرى أنها ضدها وتتأمر عليها، وتصبح جميع الآراء الواردة من “الذات / الجماعة” تصب في مصالحهم. وهذا يمنع عنهم الحصول على معلومات بشكل مستقل فهم ينظرون للأخرين المختلفين عنهم بشكل سلبي.
الدوافع المعرفية
المعرفة والبحث عن الحقيقة هاجس يلامس العديد من الجمهور الذي لا يحتمل الغموض والباحثين عن المعرفة لا يحتملوا الغموض ويبحثون عن تفسير للأحداث المختلفة التي يمّر بها العالم، ومن هنا تظهر عبارة “يتأمرون علينا” للوقوف ضد الأحداث غير المفسرة عالميًا، وهذا الاستيعاب المنحاز تجاه المعلومات بحق الأفكار التي يختلف عنها من يتمترس خلف نظريات المؤامرة، ويعود بشكل أساسي إلى عدم تحليل المعلومات التي تم الحصول عليها ونشرها في الأوساط الإعلامية الرسمية.
لماذا نقبل نظريات المؤامرة
- لا يحتملون الغموض لذا فأي تفسير غير منطقي مقبول لديهم.
- نظريات المؤامرة مستقاة من أحداث عالمية صعبة التفسير أحيانًا.
- تساعد على تكوين أحكام سريعة في موضوع محدد.
- الاستيعاب المنحاز وهو مخالفة أي أفكار لا يتفق معها معتقد نظرية المؤامرة.
- تدني التفكير التحليلي وغياب التفكير النقدي.
- ملء الفراغ المعلوماتي والبحث عن المعرفة التي تناسب أفكارهم.
- الشعور بالأمن وخاصة عند وجود من يماثل أفكارهم.
- التميز يعتقدون أنهم يملكون معلومات يصعب الحصول عليها لذا فهم متميزون.
- التوافق مع المجموعات السياسية والاجتماعية لمؤيدي نظريات المؤامرة.
- عدم الثقة في المؤسسة السياسة.