اللامبالاة الإعلامية وتأسيس اليهودي الوظيفي
اليهودي الوظيفي كما قال المرحوم عبدالوهاب المسيري يصلي العشاء معنا ويمارس دور اليهودي الذي يقوم به جنرالات إسرائيل، لا بل زاد الأمر مرارة نقلنا حتى تصريحاتهم واستضفناهم في إعلامنا بحجة الرأي الآخر.
في ظل أحداث فلسطين وجنين ومحاولات عصابات الهيكل اقتحام المسجد الأقصى لذبح القربان؛ تذكرت مقطع الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله عند الحديث عن تعريف العدو اليهودي وتغير طبيعة العدو بعد تحوله لتاجر يحمل حقيبة، وحالة عدم اللامبالاة التي أصابت النظام العربي “الرسمي والشعبي” وخاصة نخبة تويتر التي تحجم عن عمد تجاهلاً أو خوفاً من نصرة الحق الفلسطيني؛ والشجاع منهم يُعيد نشر تصريح رسمي لدولته عن استنكار الإجراءات الإسرائيلية على أرض فلسطين ومحاولات اقتحام المسجد الأقصى بحجة عبارات من نوع “السلام والتعايش والسماحة”.
الشخصية الأبرز اليوم والظاهرة في عالم التدوين والكتابة والتغريد هي “شخصية لامبالاة” المتفرج أو “متلازمة جينوفيز” وأصل المصطلح جريمة مروعة حدثت عام 1964 في نيويورك راحت ضحيتها “كيتي جينوفيز” التي قتلت طعناً رغم مشاهد 38 شخصًا من الجيران والمارين في ذات الشارع حادث الاعتداء ولم يتدخل أحد أو حتى يقوم بإبلاغ الشرطة وهو ما دفع الباحثان “جون دارلي” أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة لرينستون، و”بيت لاتاني” أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة نورث كارولاينا لدراسة حالات العجز واللامبالاة الحاصلان في تصرف الأفراد ضمن المجموعات.
وكانت النتيجة التي توصلت لها الفرضية “كلما كان حجم المجموعة أكبر قل احتمال أن يتصرف الشاهد تصرفاً مغايراً لتصرف الآخرين من الحضور الذين لا يستطيعون المساعدة أو لا يريدون تقديمها” وعرفت هذه الظاهرة باسم “لامبالاة المتفرج”.
حسب الباحثان دافع انتشار هذه الظاهرة عاملين:
- العامل الأول: أن تصور الفرد الذي يكون ضمن مجموعة يعتقد أن المسؤولية تقع على فرد آخر.
- العامل الثاني: متعلق بالمعايير الاجتماعية أي تقييم الأفراد لأحداث معينة يتغير بوجود آخرين معهم، فيلاحظون ردود أفعال الآخرين ثم يتصرفون بناءً عليها فلو اعتقد البعض ما يحدث أمر عادي وغير طارئ يميل الفرد لتقيمه كذلك.
هذه الحالة “لامبالاة المتفرج” هي التعبير الدقيق عن الصمت المطبق أو الخذلان الذي يميز حال بعض المغردين والمدونين والإعلاميين الذي تبادلوا النظرات مع بعضهم البعض لفهم ما يحدث في القدس، وآخرين تبادلوا وجبات الإفطار مع اليهود على دماء أهل فلسطين، هؤلاء يمثلون إسرائيل خير تمثيل فاليهودي الوظيفي كما قال المرحوم عبدالوهاب المسيري يصلي العشاء معنا ويمارس دور اليهودي الذي يقوم به جنرالات إسرائيل، لا بل زاد الأمر مرارة ونقلنا حتى تصريحاتهم واستضفناهم في إعلامنا بحجة الرأي الآخر.