الإعلام الإسرائيلي

تفكيك الأكاذيب (٨) مصطلحات الإعلام الإسرائيلي

سعى الخيال الصهيوني إلى ربط أرض فلسطين بعبارات وردت في التوراة من نوع “استرداد” أو “استعادة الأرض”، حيث كان سكان أرض فلسطين في نظر “الرواد” اليهود “بدائيون” و”مخادعون” و”كسالى”؛ وعودة اليهود لأرض فلسطين “لتجفيف المستنقعات” و”جعل الصحراء تزدهر”، وأشار وعد بلفور إلى الفلسطينيين باعتبارهم “مجتمعات غير يهودية”.

أنتجت الصهيونية مجموعة من المصطلحات الأيديولوجية والقانونية التي تستحضر المطالبات القديمة بالأرض ومنها على سبيل المثال: “تجمع المنفيين” The Ingathering of The Exiles، و”قانون العودة” The Law of Return؛ الذي ساهم بطرد ثلاثة أرباع السكان الفلسطينيين خلال الفترة من 1948-1949.

ومع استمرار الاحتلال طور الإعلام الإسرائيلي قواعد لغوية خاصة به لتغطيته للصراع العربي الإسرائيلي الذي تحول مع اتفاقيات التطبيع إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومع صمت الرئاسة الفلسطينية وتنازلها عن حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أصبحت أدبيات الصراع مقتصره على فئات مختلفة إسلامية تحديداً لا ترغب في العيش المشترك والسلام. فعلى سبيل المثال مصطلحات مثل: (الاحتلال، العنصرية، الأبارتهايد، التطهير العرقي، النكبة، وغيرها) غير موجودة إطلاقا في قاموس الإعلام الإسرائيلي، وأصبحت الأراضي المحتلة “مناطق متنازع عليها”؛ واللاجئون “مشكلة ديموغرافية”، و”تهديدًا “.

ضمن تحولات الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لا بد من ذكر نقطتين مهمتين جدًا، الأولي في مسألة “حق إسرائيل في الوجود”، فلم يجرِ التطرق لها إلا في العام ١٩٧٧عندما تولي مناحيم بيغن رئاسة الوزراء وقال في خطاب للكنيست: “أود التأكيد بأن حكومة “إسرائيل” لا تحتاج إلى أن تطلب من أي دولة، سواء كانت قريبة أو بعيدة، قوية أو صغيرة، الاعتراف بحقنا في الوجود”. ووصف أبا إيبان صيغة “الحق في الوجود” بأنها “مهينة”، واكتسبت هذه العبارة موثوقية سياسية، وأصبح الاعتراف بـ “حق” الدولة الإسرائيلية في الوجود عائقًا لا بد من تجاوزه للدخول في خطاب دبلوماسي أو سياسي مع إسرائيل. والنقطة الثانية بعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام ١٩٩٣ وأصبحت مقاومة الاحتلال الإسرائيلي إرهاب واحتلال غزة حصار، وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بالسياج الأمني، والمستوطنون بسكان.

المصطلحات الإسرائيلية

تتسم المصطلحات الإعلامية الإسرائيلية بالمراوغة وبتجاهل الحقوق الدينية والسياسية والتاريخية والجغرافية، ومنها على سبيل المثال

  • إعادة الانتشار = الانسحاب
    • يستدل من كلمة انسحاب اعتراف ضمني بالاحتلال، لذا تستعمل الوسائل الإعلامية الإسرائيلية تعبير “إعادة الانتشار” أي عودة الجيش إلى مواقعه المعتادة عند انتفاء الحاجة إلى وجوده.
  • إرهابي، مخرب / = مقاوم
    • تكون لتوصيف أي فعل يقدم عليه الفلسطيني بما في ذلك القاء حجارة على العربات العسكرية.
  • تحييد= قتل
    •  لوصف مقتل فلسطيني عمدًا من قبل الإسرائيليين.
  • الإدارة المدنية = الحاكم العسكري
    • جزء من جهاز تنسيق وتطبيق أعمال الحكومة “الإسرائيلية” ويتكون من ضباط من الجيش والمخابرات والشرطة، وهي جزء لا يتجزأ من نشاط جيش الدفاع وقيادة المنطقة الوسطى في الحالات العادية وحالات الطوارئ
  • الأقلية العربية في إسرائيل، عرب إسرائيل، الوسط العربي= عرب فلسطين المحتلة ١٩٤٨
    • وهم الفلسطينيين الذين لم يغادروا فلسطين عام 1948، وينقسمون مجموعتين؛ المجموعة الأولى هم الذين بقوا في أراضيهم ومدنهم وقراهم في سنة 1948 وأصبحوا مواطنين في إسرائيل منذ إقامتها، ووفقا لقانون المواطنة الإسرائيلي، فقد حصل على وضع المواطنة كل من أقام داخل الخط الأخضر في 14 يوليو 1952 بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي القانون. والمجموعة الثانية هم سكان مدينة القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل إليها عام 1980 وتم منحهم الإقامة الدائمة لكن دون إعطائهم الجنسية الإسرائيلية وغالباً هم يمتلكون جوازات سفر أردنية.
  • البناء العشوائي = رفض الترخيص
    • يستخدم لوصف المباني التي بناها الفلسطينيون دون تراخيص وخاصة في مدينة القدس لتبرير هدمها.
  • البنية التحتية للإرهاب = قصف مدارس ومكاتب ومؤسسات ومستشفيات
    • يستخدم كغطاء لهدم وتدمير بنى تحتية مدنية فلسطينية من مدارس ومكاتب ومؤسسات وعيادات صحية بذريعة أن من يمولها ويديرها جهات معادية لإسرائيل.
  • التحريض = انتقاد المناهج الفلسطينية وتصريحات مسؤولين
    • تستخدم لإخراج نصوص من سياقها ويقوم بها عدة مؤسسات غير حكومية ضمن تقارير دورية لوصف ما تصفه بـ “التحريض الفلسطيني” بهدف وقف المساعدات للفلسطينيين لممارسة الضغط السياسي.
  • الخطر الديمغرافي، القنبلة الديمغرافية = النمو السكاني الفلسطيني
    • يستخدم لتوصيف حالة النمو الطبيعي بين الفلسطينيين كمجموعة إثنية مقارنة بالمجموعات الإثنية الأخرى ذات معدلات التكاثر غير المرتفعة.
  • الدولة اليهودية = نزع المواطنة عن فلسطينيي 48
    • اليهودية دين وليست قومية وهذا المصطلح لنزع المواطنة عن فلسطينيي المناطق المحتلة ١٩٤٨ ولحسم مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي.
  • مغارة المكفيلة / مغارة الآباء = الحرم الإبراهيمي
    • لوصف الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الذي دفن فيها إبراهيم وسارة وإسحاق ورفقة وليئة، وأقيم في الحقل مغارتان مزدوجتان (وهذا ما تعنيه كلمة مكفيله).
  • المناطق = الأراضي الفلسطينية المحتلة
    • يستخدم لوصف الأراضي الفلسطينية المحتلة لينفي احتلال المناطق الفلسطينية.
  • انتقام = قتل
    • يشير إلى قتل مستوطنين أو الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين فالقتل اليهودي هو رد فعل على هجوم فلسطيني.
  • أهداف = قصف
    • ويقصد به استهداف وقصف بنايات، بيوت، مخيمات لاجئين فلسطينيين، وأي مكان تحدده إسرائيل حتى لو كان مدرسة أو جامعة أو مؤسسة أو مستشفى كهدف شرعي لعملياتها العسكرية.
  • إجراءات (اقتصادية / أمنية) = الحصار
    • يستخدم المصطلح لوصف أي فعل إسرائيلي ضد الفلسطينيين كالحصار والعقوبات الجماعية وقصف أحياء والتجويع واختراق حقوق الإنسان.
  • أمن = قتل، تصفية، هدم
    • يرتبط بحدث أمني تقوم به إسرائيل ويشمل: مصادرة الأراضي، التصفية الجسدية، هدم المنازل، تدمير الحقول، اجتثاث الأشجار، الحصار، وغيرها.
  • بصورة غير مشروعه = اعتقال الفلسطينيين
    • لوصف من يجري اعتقاله من الفلسطينيين لدخوله إلى القدس أو إلى إسرائيل بدون موافقة الإدارة العسكرية الإسرائيلية.
  • بلدية القدس = القدس العربية
    • يستخدم للإشارة القدس الشرقية والغربية متجاهلاً احتلال القدس العام 1967.
  • تدفيع الثمن، الانتقام = نسف منازل
    • يستخدم عند نسف منازل أو شن غارات على قرى وبلدات فلسطينية ردًا على أعمال مقاومة فلسطينية، وشعار يرفعه المستوطنون عند تدمير أو حرق منازل ومساجد واجتثاث أشجار في قرى وبلدات فلسطينية.
  • تسوية الأراضي = تدمير منازل، تجريف أراضٍ، اجتثاث أشجار
    • يستخدم لوصف تدمير منازل وأسوار وتجريف أراضٍ واجتثاث أشجار لأنها تحجب الرؤيا عن الوحدات العسكرية الإسرائيلية.
  • تصعيد = عمليات المقاومة
    • لوصف عمليات المقاومة للاحتلال بكافة أشكالها.
  • جبل الهيكل = قبة الصخرة والمسجد الأقصى
    • لوصف قبة الصخرة والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومصطلح جبل الهيكل يستعمل لترسيخ “الحق اليهودي” في الذاكرة الجماعية ولشطب الحرم القدسي الشريف من الذاكرة.
  • حي يهودي = مستوطنات
    • لوصف المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين المصادرة التي يسكنها اليهود فقط ويستخدم عند تعرض المستوطنات لهجمات فلسطينية.
  • سجناء أمنيون = معتقلين، أسرى فلسطينيين
    • يطلق على الأسرى الفلسطينيين، الذين ترفض سلطات الاحتلال منحهم صفة “معتقل سياسي” أو “أسير حرب”.
  • سياج أمني = الجدار العازل
    • يستخدم للدلالة على الجدار الذي بنته إسرائيل للفصل بينها وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد العام 2004 بذريعة وقف الهجمات الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
  • ضحية = قتل إسرائيلي
  • يستخدم لوصف اليهود الذين يقتلون باعتبارهم ضحايا قضية وعدوانية بالنسبة للفلسطينين.
  • قتل في تبادل للنار = قتل عشوائي
    • يستعمل عندما يقتل مدني فلسطيني أو أجنبي من قبل الجيش الإسرائيلي ولا يوجد هنالك أي تبرير لمقتله.
  • قتل مستهدف = اغتيال
    • يستخدم بعد اغتيال وتصفيه جسدية لمقاوم

وتنتشر اليوم عبارات مثل: “حق الدفاع عن النفس” التي قالها نتنياهو وردّدها رؤساء الدول الغربية في التأكيد على أن إسرائيل لها الحق كونها “ضحية” أن تدافع عن نفسها، وأطلقت إسرائيل على عمليات التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة، لأنها تُصنّف جريمة في القانون الدولي، مصطلح “نقل الفلسطينيين” أو “إعادة تمركز”، Relocation، لتجميل ما يحصل مع الفلسطينيين.

وختاماً اضيف ما كتبه فلاديمير جابوتينسكي في مقالة بعنوان “الجدار الحديدي” كتبها عام 1923: “في وسعنا أن نخبرهم بما نشاء عن براءة أهدافنا، ونلطِّف الكلمات وندس العسل فيها لكي نجعلها مستساغة، لكن الفلسطينيين يعرفون حقيقة ما نريد، ونحن نعرف رفضهم الراسخ لما نريد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى