فلسطين

حرروها وحدكم.. لماذا تخلينا عن فلسطين!!

عند مراجعة ما يُكتب وما يُنشر على الوسائل الإعلامية وما يصدر من تصريحات من إعلامين ومثقفين تجاه حرب الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني، نجد مجموعة من العبارات التي تتكرر وهي كلمات من نوع: “حرروها وحدكم”، “فلسطين ليست قضيتي”، “باعوا الارض”، ” الأرض للشعب الإسرائيلي” وغيرها.. ولفهم لماذا تخلينا عن فلسطين تأمل التالي.

  • قدرة إقناعية غريبة وعمل متواصل على ترويج مقولة “أرض بلا شعب لعب بلا أرض” تعود جذورها حتى قبل مشروع هرتزل، فكاتب المؤرخ الأمريكي مارك توين وهو أحد مؤرخي المنطقة العربية والذي زار فلسطين سائحًا مجموعة من العبارات تستخدم للدلالة على أن أرض فلسطين منطقة خالية من السكان فكتب: “وجدنا البلاد خالية تماماً ولا آثر للحياة فيها ولك نجد في الطريق أية روح حية وكانت أرض إسرائيل آرض جرداء لا تنتمي لهذا العالم، كما أنكر شموئيل كاتسل فكرة وجود عرب وما وجدوا هنا كانوا مهاجرين من البلاد المجاورة
  • كان شعار إسرائيل “فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” لذا. تحركت إسرائيل أن من على أرض فلسطين لا وجود لهم وكما قال بن غوريون: “إن فلسطين بلد بلا سكان فامتلاك فلسطين ليس من حق السكان الأصليين، ولذا من حق اليهود المشتتين العودة إلى فلسطين”، وهذه المعادلة الإحلالية تعني نقل اليهود وتفريغ السكان.
  • أسهم حاييم وايزمان في تميزه بين العرب والفلسطينيين إذ كان يرى بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع القومية العربية ومساومتها مقابل أن يتخلى العرب عن فلسطين وهو نفسه صاحب نظرية فلسطين جزءًا غير هام من العالم العربي، وقدم الصهاينة مشروعاً العام ١٩٣٠ طرحة موشيه بيكنسون نائب رئيس تحرير صحيفة دارفار وأيده بن غوريون يدعو المشروع إلى إقامة دولة يهودية تكون جزءاً من اتحاد فيدرالي يضم الشرق العربي بأسره ويكون الفلسطينيون فيها أقلية.
  • يرى الباحثون أن هناك اختلافًا بين كلمتي أرض إسرائيل، وأرض فلسطين الطبيعية، فأرض إسرائيل لفظ أيديولوجي، أما أرض فلسطين فهي التسمية الجغرافية، وتربط الأولى بالعهدة الدينية والأيديولوجية، وبالتالي ترتبط بالتاريخ اليهودي، وتؤكد الرابطة الصهيونية وجهة نظر الأدب الصهيوني، ولهذا ظهرت دراسات صهيونية عن الجغرافية اليهودية تبين فيها دور اليهود في القطاع من القدس.
  • يتحدث الصهاينة عن التاريخ اليهودي، بجدية في واقع الأمر عن تشكيل يهودي حضاري على مركز أرض إسرائيل (أي فلسطين)، وأن تاريخ هذه المنطقة الجغرافية هو تاريخ يهودي وحسب، أما التواريخ الأخرى – سواء تاريخ الكنعانيين منذ السنين قبل التسلسل البرونزي أو التاريخ العربي لبقايا السنين بعد الفتح الإسلامي وتواريخ كل الأقوام الأخرى التي كانت تعيش في أرض كنعان/فلسطين – فهذه كلها أمور ثانوية، والحديث عن النفي والعودة، واغتصاب السكان، هو تعبير عن نفي الرؤية والإدراك، وهذا النفي اليهودي يعني أن الوجود العربي عرضًا مؤقتًا، والعودة تعني ضرورة الخروج أو النفي العربي، واغتصاب المنفيين، من تشريد الفلسطينيين.
  • القائمين على منظمة التحرير ما زالوا يعيشون خارج التاريخ ولا يبذلون أي جهد في سبيل عودة اللاحمة للصف الوطني الفلسطيني، أو حتى المسارعة في إصلاح الشق الذي ضرب المنظمة من بعد اتفاق اوسلوا وما تبعه من احداث وصولاً إلى خروج قطاع غزة عن سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية.

وهنا ثلاث حقائق يجب أن لا تغيب عن الإدراك العربي…

  1. لا وجود لدولة فلسطينية مستقلة وكل ما يدور هو من باب ذر الرماد في العيون.
  2. الإدراك الإسرائيلي يعرف أن حل الصراع لا يتم إلا من خلال الصراع المسلح.
  3. إذا انتصر العرب فإن الدمار سيلحق شعب إسرائيل كاملاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى